المملكة: نبذة تاريخية


منذ فجر التاريخ ظل هذا الجزء من العالم يحظى باهتمام مستمر من قبل التجمعات البشرية الأخرى لسبب أو لآخر، وقد ظلت قصة الجزيرة العربية منذ عهد البدو الرحل أيام الجاهلية، حتى يومنا هذا حيث أصبحت تعرف بالمملكة العربية السعودية، ظلت قصة مثيرة فريدة ومتميزة في عدة جوانب. لقد كانت ملحمة مستمرة عن كفاح الإنسان من أجل التميز رغم الظروف الطبيعية القاسية والتغيرات التي كان لابد من حدوثها في البنى الاجتماعية من أجل توحيد الفصائل والاتجاهات. ومنذ ظهور الإسلام كان من بين أبرز المميزات التي تميز بها أهل هذه البقعة هو ولاؤهم الشديد لعقيدتهم ولمبادئها الأساسية. وغني عن القول أن تلك كانت أقوى وشيجة ربطت بين أهل هذه البلاد مما أدى إلى تحقيق نمو غير مسبوق في كل مناحي الحياة.


تنتسب المملكة العربية السعودية إلى الإمام محمد بن سعود، الذي أسس الدولة السعودية الأولى حوالي عام 1139هـ (1726م). وعاشت الدولة السعودية حينذاك مراحل قوة وضعف كأية دولة في العالم، إلى أن استرد الإمام الموحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، رحمه الله، عاصمة الدولة السعودية- الرياض في عام 1319هـ، وبعد أن اكتمل بناء الدولة أعلن توحيدها تحت اسم "المملكة العربية السعودية" في 21 جمادى الأولى عام 1351هـ، المصادف 23 سبتمبر عام 1932 م.


وتوجد بالمملكة أربع عشرة منطقة إدارية هي: ( المنطقة الوسطى - المنطقة الشرقية - منطقة القصيم - منطقة الحدود الشمالية - منطقة حائل - منطقة تبوك - منطقة مكة المكرمة - منطقة المدينة المنورة - منطقة الجوف - منطقة القريات - منطقة أبها - منطقة الباحة - منطقة نجران - منطقة جيزان ) والرياض هي عاصمة البلاد وقد اكتسبت أهميتها منذ وقت طويل وكان أحد الأسباب الرئيسية في ذلك هو موقعها الاستراتيجي في قلب هذه البلاد الشاسعة. وتضمم المملكة البقاع المقدسة: مكة المكرمة والمدينة المنورة والتي شرفها الله بخدمتها والقيام عليها.


وتبلغ مساحة البلاد (2.250.000) كيلو متراً مريعاً، ويحدها من الشمال العراق والكويت والأردن، ولها حزامان ساحليان طويلان أحدهما يطل على الخليج ألعريي في الشرق والآخر على البحر الأحمر في الغرب، أما من ناحية الجنوب فتحدها عمان واليمن. والنظام ملكي دستوري تحكمه الشريعة الإسلامية ، ودستور البلاد مستمد من القرآن والسنة والملك هو رأس الدولة يساعده ولي للعهد ، (يشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء) ونائب ثاني لرئيس مجلس الوزراء. وملك المملكة العربية السعودية هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود . تشجع المملكة وتدعم وترعى الاستثمارات داخليا وخارجيا وتتبع في ذلك سياسة الاقتصاد الحر، وتساهم صناعة النفط بأربعين في المائة من الإنتاج الاقتصادي للبلاد وبذلك يعد اكبر مساهم فردي في ثروة البلاد والى جانب الصناعات الحكومية يلقى القطاع الخاص كل تشجيع لكي ينمو ويزدهر ، إذ توفر الحكومة ألوانا شتى من المساعدات لمؤسسات القطا ع الخاص تشمل التمويل والأرض والتقنية والموارد . . . الخ .


اللغة الرسمية هي العربية ، لغة القرآن الكريم وهي لغة دول العالم العربي مع اختلافات قليلة في اللهجات والاستخدام المحلي في بعض المناطق ، وتستخدم أيضا اللغة الإنجليزية بصورة واسعة وهي لغة مفهومة في الأماكن والمعاملات العامة.


تمثل البلاد مهد الإسلام وقد ورثت الثقافة الإسلامية التي تتبع تعاليم الإسلام ، وغني عن الذكر إن البلاد تسمح بتعايش مواطنيها مع غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى ولذا نجد أجانب من ديانات وعقائد شتى يعيشون جنبا إلى جنب في هذه البلاد يؤدون أعمالهم في أمن و أمان.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية