كشفت الجلسة الأولى من منتدى القطيف الاستثماري2025م، والتي أقيمت يوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025م، بقاعة قصر النخيل بسيهات في محافظة القطيف، وبرعاية وتشريف سمو أمير المنطقة الشرقية، وبحضور سمو نائبه، عن مؤشرات كبيرة إلى تطوير الاستثمارات في المحافظة، على نحو يشمل كثيراً من القطاعات الخضراء والزرقاء، فضلاً عن الاستثمار في السياحة والآثار والرياضة.
وأكد أمين المنطقة الشرقية بالإنابة المهندس مازن بخرجي، أن أمانة المنطقة الشرقية دعمت جميع مشاريع البنى التحتية في المناطق، بما فيها محافظة القطيف في شتى المجالات لتحسين جودة الحياة.
ولفت إلى أن الأمانة هيأت القطيف لتكون منظومة استثمارية، واهتمت بمنظومة الطرق في كافة الجوانب بأكثر من 50 طريقاً، مبيناً أن ملف الاستثمار واعد جداً، وأن القطيف واحدة من المدن التي حظيت بوجود مستثمرين أجانب من كل بقاع العالم، ووقعت عقوداً استثمارية بقيمة 2 مليار ريال لمشاريع سوف تساهم في تقدم عجلة التقدم، خاصة أن المملكة مقبلة على تنظيم كأس العالم، وهو ما يؤكد ضرورة تهيئة البنى التحتية من أوليات الأمانة والبلدية معاً.
وقال بخرجي خلال جلسة "مجالات الاستثمار في محافظة القطيف"، بمنتدى القطيف الاستثماري، التي أدارها عضو مجلس الشورى السابق المهندس نبيه البراهيم، أن هناك عملاً تنظيمياً وتكاملياً للعمل على الانتهاء من عمل دراسة واضحة وداعمه للجانب الاستثماري في جزيرة تاروت، وأن جميع هذه الخطط ستدخل حيز التنفيذ بمجرد الانتهاء من إعدادها بالشراكة مع كافة الجهات المعنية."
وعن الاستثمارات والتحول الرقمي في محافظة القطيف، أوضح وكيل الوزارة المساعد للتقنية والاستثمار بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس ناصر محمد الناصر، أن المنطقة الشرقية بشكل عام ومحافظة القطيف بشكل خاص ذات الموقع الاستراتيجي، تتمتع بمجموعة من الممكنات العالية والأساسية وعلى المستوى الرقمي والتقني، فإن 2 من أكبر الاستثمارات التي شهدتها المملكة في الاقتصاد الرقمي، أنها اتخذت من الشرقية مقراً لها كشركة قوقل، واستثمار ميكروسوفت، وإنشاء شركة بيانات، وهذه الاستثمارات تجاوزت قيمتها 30 مليار دولار.
وأشار إلى أن هذه المنطقة بشكل عام، والمحافظة بشكل خاص، قادرة على جذب الاستثمارات الرقمية والتقنية، إلى جانب تمتعها بالخبرات والقدرات العالية جداً التي لامسناها في سوق العمل، وكذلك في الشركات المستثمرة.
وفيما يخص جاهزية البنى التحتية، قال الناصر إن العمل قائم على جاهزية إنشاء الألياف الضوئية، وشبكة الاتصالات لموقعها الاستراتيجي القريب من منطقة الكيابل البحرية وخطوط النقل البحري.
ولفت إلى أن المحافظة قادرة على لعب دور محوري في اقتصاد الرقمي، والاقتصاد الأزرق، والخدمات الزراعية، والسياحية، وهذه جميعها قطاعات واعدة وجاذبة لرؤوس الأموال.
فيما قال مستشار نائب وزير الرياضة المهندس نايف الدوسري، أن الوزارة وضعت خطة استراتيجية واضحة، وأن هناك عملاً كبيراً بين الوزارة والبلدية والأمانة للاستثمار في الرياضة وتعزيزها لتكون جزءاً من الاقتصاد الوطني بحلول 2030م، وأن هذا لا يمكن أن يحدث إلا بخلق فرص استثمارية".
وأوضح الدوسري، أن الوزارة تعمل مع عدد من الجهات على خلق فرص جديدة للاستثمار في الرياضة كونها جزءاً أساسياً في التحول لإنتاج ناتج محلي، وأن الأرقام في الاستثمار في ذلك كثيرة سواء على مستوى منشآت الوزارة أو غيرها.
وبين أن أكثر من 4 آلاف لاعب ولاعبة من القطيف رسمياً مسجلون في وزارة الرياضة، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن 66 % من سكان القطيف البالغين هم ممارسون للرياضات من الرجال والنساء، ومن أهم هذه الرياضات المشي وألعاب القوى، وهذا دليل على أن القطيف أرض خصبة للرياضة والاستثمار فيها.
ونبه أن الاستثمار في الرياضة لا يعني الاستثمار في لعبة بعينها بل إن هناك نشاطات رياضية أخرى.
أما المستشار في البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية المهندس إبراهيم الزهراني، كشف عن فرص واعدة سوف يتم إطلاقها الأسبوعين المقبلين.
وقال إن هناك فرص استثمارات واعدة وكبيرة في قطاع الأسماك على سواحل المملكة، خاصة في القطيف نتيجة كثرة استهلاك الأسماك فيها، مشيراً إلى أن هناك فرصة بتهيئة المستثمر وذلك بإعداد دراسات جدوى جاهزة وذات تفصيل دقيق لأنظمة المشروع.
وأضاف أن المستثمر يستطيع أن يدخل في استثمار القطاع السمكي بكل سهولة نتيجة توفير الجداول والدراسات الجاهزة، والاستشارات التي تمكنه من مزاولة مشروعه بسهولة، كما لفت إلى أن هناك قروضاً تمنح للمستثمر بقيمة 70 ألف ريال.
وكشف الزهراني أن الأسبوع المقبل سيفتح أول مفرق للأسماك في الشرق الأوسط في رأس أبو علي، وهي مبادرة لانتاج الأسماك الرئيسة كالهمور والسبيطي والكنعد، كونها أسماكاً أكثر شعبية.
وتمنى الزهراني أن تحظى هذه المبادرة بتوفير هذه الأسماك الأكثر استهلاكية العام المقبل، لما تعانيه من شح في هذه الأيام.
فيما أشار المشاركون خلال جلسة المنتدى الثانية إلى أن محافظة القطيف بدأت بتنفيذ مخطط شامل يهدف إلى تحويلها إلى وجهة استثمارية رائدة، مستفيدة من موقعها الجغرافي المتميز ومواردها الطبيعية الغنية. وأكدوا أن هذه المقومات يمكن أن تحقق عوائد اقتصادية ضخمة إذا ما تم تنفيذ المشاريع بشكل منسق ومتعدد القطاعات، فقد اعتبر نائب الرئيس التنفيذي لتحفيز الاستثمار في هيئة تطوير المنطقة الشرقية، محمد سعيد العبد الله، التحديات التي تواجه المشاريع في القطيف "فرصًا مقنّعة"، مشددًا على أهمية تعزيز التنسيق بين القطاعات المختلفة، وتحسين البنية التحتية، وتوفير التمويل وتنمية الموارد البشرية لدعم الاستثمار المستقبلي. ومن جهته، استعرض رئيس إدارة المشاريع بشركة نيوم، الدكتور حسين بن علي آل داود، الدروس المستفادة من تجربة نيوم العملاقة، مؤكدًا على ضرورة وجود خطة شاملة وواضحة لتسريع تنفيذ المشاريع في القطيف، ودمج القطاعات المختلفة مثل السياحة والبيئة والصحة، للاستفادة من المميزات الفريدة للمحافظة. فيما قال المدير الإقليمي لبنك التنمية الاجتماعية، محمد بن سامي الموسى، إن البنك يعد شريكًا استراتيجيًا في دعم الاستثمار في القطيف، حيث ضخ نحو 46 مليار ريال لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب تقديم استشارات مهنية لأكثر من 250 ألف متطوع لتعزيز ريادة الأعمال في المنطقة، كما أشار من جهته مستشار استثمارات المناطق في وزارة الاستثمار، ناصر علي الطويان، إلى المقومات الزراعية والبحرية للقطيف، مؤكدًا أن جزيرتي دارين وتاروت يمكن أن تلعبا دورًا رئيسيًا في تنشيط السياحة، بينما تتمتع المحافظة بإمكانات ضخمة في القطاعات البحرية والصناعية والزراعية.
بينما جاءت الجلسة الثالثة حول المشاريع والتجارب الناجحة، والتي أدارها الباحث والكاتب في إيكولوجيا المنظمات والتنمية الاقتصادية وشؤون الطاقة، الدكتور جمال عبد الرحمن العقاد، وتحدث فيها كل من مدير عام الابتكار بالهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، المهندس عبدالمجيد بن حسن العمراني، والرئيس التنفيذي بشركة نجري وشركة جازي، المهندس إبراهيم بن أحمد المقرن، والرئيس التنفيذي بشركة S Direction للاستشارات والأبحاث الدكتور مؤيد بن عيسى الضامن، والاستشاري في ريادة الأعمال والتسويق الاستراتيجي، الدكتور أمجد بن محمد الفرج، وأكدوا أن المملكة تعيش اليوم في ظل تنفيذ رؤية 2030م نهضة في كافة المجالات وازدهار استثماري في مختلف المناطق والمحافظات، واشاروا إلى أن محافظة القطيف بمميزاتها الفريدة تمثل ارض خصبة لنجاح الاستثمارات، داعين الى استغلال الفرصة بخاصة من الشباب لإقامة مشروعاتهم بما يتماشى مع الفرش المتاحة. وقد تضمنت الجلسة ورشتي عمل جاءت الأولى بعنوان تفعيل دور المرأة في المجالات الاستثمارية، تحدثت فيها الرئيس التنفيذي لشركة ارتقاء المالية، خلود بنت عبدالعزيز الدخيل، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة هوبي بي، طفول بنت فيصل الحبيب، وتناولت سبل تنمية الحس الاستثماري لدى المرأة من خلال تطوير الوعي الاستثماري والمهارات المالية لتمكينها من اتخاذ قرارات واعية.
فيما تناولت الورشة الثانية التي تحدث فيها مدير فريق الهندسة والتطوير وتحسين الاستدلال بوحدة أعمال المعلومات والذكاء الاصطناعي، ذكي بن حسين العوامي، الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات وكيفية الربط بينهما وبين ريادة الأعمال وإبراز دورها المحوري في دفع عجلة الابتكار والنمو الاقتصادي. كما استعرضت الورشة تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في خلق فرص استثمارية واعدة.