تفاصيل الخبر

  • محللون:التزام "أوبك+" بتخفيضات الإنتاج وتراجع المخزونات يوفران دعما جيدا للأسعار
    09/08/2020

    ​​

     أسامة سليمان من فيينا

    وسط تسارع مستمر في الإصابات بفيروس كورونا المستجد، ومخاوف متنامية على الطلب العالمي تراجعت أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي، بينما في المقابل وعلى أساس أسبوعي صعد خام برنت 2.5 في المائة، في حين ربح غرب تكساس الوسيط 2.4 في المائة.
    ويواصل منتجو "أوبك+" تنفيذ اتفاق خفض الإنتاج بعد تخفيف حجم الخفض منذ بداية الشهر الجاري، وقد ساهم تعهد للعراق بإجراء تخفيضات إنتاجية أوسع من المتوقع في تقديم دعم جديد لأسعار النفط الخام، إضافة إلى التأثير الإيجابي لتراجع المخزونات النفطية الأمريكية.
    وفي هذا الإطار، أكدت وكالة "بلاتس الدولية" للمعلومات النفطية أن العقود الآجلة للنفط استقرت عند مستوى منخفض، حيث تعرضت توقعات الطلب لضغوط سلبية واسعة وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين وعدم إحراز تقدم بشأن حزمة التحفيز الأمريكية.
    وذكر تقرير حديث للوكالة أن العقود الآجلة للنفط الخام اتجهت إلى الانخفاض بين عشية وضحاها بعد أن أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمرين تنفيذيين يمنحان الشركات الأمريكية 45 يوما لوقف التعامل مع الشركات الصينية "وي شات" و"تيك توك" ونتيجة لذلك تراجعت أسهمها 10 في المائة.
    ونقل التقرير عن محللين دوليين تأكيدهم أن أسواق الطاقة تشهد توترا متزايدا، والتزام "أوبك+" بتخفيضات الإنتاج يوفر دعما جيدا إلى الأسعار، مشيرين إلى أن القرار الأمريكي يثير مخاوف انتكاسة في الطلب الصيني القوي، وبالتالي يدفع أسعار النفط للهبوط وهو ما حدث مع كل الأسواق، مع تنامي التوترات بين الولايات المتحدة والصين بعد أن فرض البيت الأبيض عقوبات على عدد من كبار المسؤولين الصينيين لدورهم في حملة القمع الأخيرة ضد المعارضين في هونج كونج – بحسب تقارير أمريكية إعلامية.
    ونوه بارتفاع أسعار النفط لفترة وجيزة مع افتتاح أسواق الولايات المتحدة على خلفية بيانات التوظيف الأمريكية التي جاءت أفضل من المتوقع، حيث أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل أن الوظائف غير الزراعية توسعت بمقدار 1.76 مليون في يوليو، ما أدى إلى خفض معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 10.2 في المائة.
    وذكر أن بيانات الوظائف الأمريكية جاءت أعلى من توقعات السوق إلا أنها أشارت إلى تباطؤ انتعاش فرص العمل منذ يونيو الماضي عندما أضاف الاقتصاد نحو 4.8 مليون وظيفة، ولا سيما مع تأكيد محللين أن البيانات الاقتصادية الدولية في حالة استقرار نسبي وأن انتعاش الربع الثالث الذي توقعه الجميع ربما لن يحدث مع تفاقم أزمة كورونا، وأن الشيء الوحيد الذي يوفر دعما جيدا إلى أسعار النفط هو إعادة تأكيد "أوبك+" التزامها بتخفيضات الإنتاج.
    وحذر التقرير من أنه إذا لم تف العراق والدول الأخرى غير الممتثلة، بوعودها للتعويض عن أوجه القصور في وقت سابق من العام فإن مخاوف زيادة العرض ستؤثر بشكل حاد وتضغط في اتجاه انخفاض أسعار النفط الخام.
    وعد التقرير- نقلا عن محللين- أن عدم إحراز تقدم بين المشرعين الأمريكيين بشأن حزمة تحفيز فيروس كورونا زاد من القلق في السوق، ولكن حالة من التفاؤل عادت بعد تقرير الوظائف، منوها إلى انهيار المحادثات بين الديمقراطيين في الكونجرس والبيت الأبيض، بينما تم إحراز بعض التقدم هذا الأسبوع، ولكن لا يزال الجانبان متباعدين بشأن عديد من القضايا الرئيسة للحزمة بما في ذلك تمديد منحة البطالة الأسبوعية الممولة اتحاديا بقيمة 600 دولار، التي انتهت صلاحيتها في 31 يوليو الماضي.

    وأشار إلى أن العدد الجيد للوظائف في الولايات المتحدة لم يكن كافيا للتغلب على توترات السوق الأخرى وبخاصة التوترات بين الولايات المتحدة والصين ومحادثات التحفيز، مشيرا إلى أن هذا أمر سيئ بالنسبة للطلب على الطاقة.
    ومن جانبه، ذكر تقرير "وورلد أويل " الدولي أن انخفاض أسعار النفط في الأسواق الأمريكية جاء كردة فعل على هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على شركات التكنولوجيا الصينية، ما أدى إلى إثارة التوترات بين البلدين، وأثر بالتالي في الأصول الخطرة.
    وأوضح التقرير الدولي أن النفط الخام حافظ على مكاسبه الأسبوعية بعد أن سجلت مخزونات النفط الخام الأمريكية أكبر انخفاض أسبوعي متتال في عام، مشيرا إلى ارتفاع أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوى في خمسة أشهر في وقت سابق هذا الأسبوع مدعوما بضعف الدولار وتراجع المخزونات الأمريكية، لكن الانتعاش المستدام في استهلاك النفط يبدو متزعزعا مع تقلص واردات الخام إلى الصين في يوليو الماضي، كما خفضت السعودية هذا الأسبوع الأسعار إلى آسيا، معتبرا أن التوترات المتزايدة بين أمريكا والصين تزيد من حالة القلق في السوق.
    وأشار إلى تأكيد محللين دوليين أن معنويات السوق أصبحت قاتمة في ضوء التوترات بين الصين والولايات المتحدة على الرغم من وجود بعض الأخبار الداعمة، إلا أنها لا تلقى آذانا صاغية في الفترة الراهنة، مؤكدا أن تكتل "أوبك+" أعاد بعض الإمدادات إلى السوق بدءا من هذا الشهر مع تقليص التكتل لقيوده القياسية للإنتاج بشكل تدريجي، ولكن ما زال هناك ضعف امتثال من بعض الدول ومنها العراق، الذي وعد بإجراء تخفيضات إنتاجية بشكل أكبر بعد اتصالات مع السعودية الخميس الماضي.
    ولفت التقرير إلى تعهد وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار بأن يخفض العراق الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل إضافية في اليوم في أغسطس وسبتمبر، علاوة على التزام سابق بخفض 850 ألف برميل يوميا في كل شهر، مشيرا إلى أن عدة مصاف آسيوية ستطلب من السعودية الحصول على نفط خام أكبر الشهر المقبل بعد أن خفضت المملكة أسعار البيع الرسمية، كما تلتزم السعودية باتفاق خفض الإنتاج، وتنفذ حصتها بشكل كامل وبامتثال جيد، ولا سيما أن الزيادات، التي طبقت الشهر الحالي توجه في الأساس إلى السوق المحلية لارتفاع الطلب، وليس إلى التصدير.
    وأشار إلى أن مؤسسة البترول الكويتية قالت إن الإعلان عن أسعار البيع الرسمية لمبيعات النفط الخام لشهر أيلول (سبتمبر) سيؤجل إلى ما بعد العاشر من آب (أغسطس) بسبب عطلة عيد الأضحى.
    ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط بنحو 2 في المائة أمس الأول، ما قلص مكاسبها الأسبوعية، وذلك على خلفية المخاوف من تعثر التعافي العالمي بفعل عودة وتيرة إصابات فيروس كورونا للارتفاع.
    ولا تزال عودة تنامي وتيرة الإصابات مشكلة رئيسة للأسواق وتوقعات الطلب، وتزايد حالات الإصابة في عدد من الولايات الأمريكية، في حين سجلت الهند قفزة يومية غير مسبوقة في الإصابات، وتوفي أكثر من 700 ألف شخص بسبب الجائحة حول العالم.
    وجرت تسوية خام برنت على هبوط 69 سنتا، بما يعادل 1.5 في المائة، إلى 44.40 دولار للبرميل. وهبط الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 73 سنتا، أو 1.7 في المائة، إلى 41.22 دولار.
    وعلى أساس أسبوعي، صعد برنت 2.5 في المائة، في حين ربح غرب تكساس الوسيط 2.4 في المائة.
    تعثرت محادثات بين مشرعين في الولايات المتحدة بشأن حزمة تحفيز جديدة، وفي الوقت نفسه، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بسحب ممثلي البيت الأبيض من المحادثات، وأن يصدر في المقابل أوامر تنفيذية للتعامل مع الاحتياجات الاقتصادية.
    وتعهد العراق عضو "أوبك" بخفض إضافي للإنتاج في آب (أغسطس)، وهو ما ساعد على دعم الأسعار، والعراق من المتأخرين في الوفاء الكامل بالتعهدات في إطار اتفاق مبرم في نيسان (أبريل) لخفض الإمدادات.
    وتعافى الخام من مستويات متدنية بلغها في نيسان (أبريل) عندما هوى برنت لأقل من 16 دولارا، وهو قاع 21 عاما.
    وأفادت بيانات من شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز بأن شركات الطاقة الأمريكية قلصت عدد حفارات النفط والغاز الطبيعي العاملة هذا الأسبوع إلى مستوى منخفض قياسي للأسبوع الـ14 على التوالي، فقد نزل عدد حفارات النفط الأمريكية بمقدار أربعة إلى 176 هذا الأسبوع، وهو أقل عدد لها منذ 2005.